يطلق اسم مدرسة الحديث على المنهج الذي يتبعه معظم أتباع الدين الإسلامي في الاعتقاد والتشريع. يعتمد هذا المنهج في الاعتقاد والتشريع على التلقي من نصوص القرآن والحديث وتقديمها على العقل وسائر النقل من أقوال أو آراء تخالف النصوص المثبتة الواضحة ، بينما يفتح مجال الإجتهاد فيما لم يثبت أو يصح فيه نص ، وهو بذلك يخالف منهج مدرسة القرآنيين الذي يقول بالتلقي من القرآن فقط ويهمل نصوص الحديث ، كما يخالف المنهج الشيعي الذي يقدم آراء الإمام حتى لو خالفت نص القرآن أو الحديث.
يسمى أتباع هذه المدرسة بعدة أسماء لكل اسم منها دلالة كالتالي:
أهل الحديث: ويقصد بها تقديمهم لنص حديث رسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- بعد القرآن على سائر النصوص والآراء ، ليتضح مخالفتهم للشيعة والقرآنيين.
أهل السنة أو أهل السنة والجماعة: ويعني هذا الاسم اتباعهم للسنة التي هي كل ما ورد عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير سواء كان واجبا أو مستحبا ، والتزامهم وحدة صف المسلمين تحت لواء الجماعة ونبذ الفرقة والخلاف.
ويعرفون في العصر الحديث باسم السلفيين: ويعني التزامهم باتباع منهج السلف ، والسلف: هم من سبق من المسلمين بدءاً من الرسول نفسه -عليه الصلاة والسلام- مرورا بالصحابة والتابعين وحتى عصر الأئمة الأربعة على الترتيب.
يستند أتباع هذه المدرسة في مذهبهم إلى نصوص إسلامية عديدة للرسول -صلى الله عليه وسلم- منها: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور" ، "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة ؛ هي ما أنا عليه وأصحابي" -وهو حديث متواتر روي عن مئتين ونيف من الصحابة- ، "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي" ، "عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" ، "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ، وعلى هذا الأساس فهم يعتبرون أن منهجهم هو منهج الإسلام الصافي وأنهم الفرقة الناجية المقصودة في الحديث.
من أئمتها الإمام أحمد بن حنبل والإمام ابن تيمية والإمام أبي حنيفة وإمام دار الهجرة مالك بن أنس و الإمام الشافعي ، الذين كانوا يقدمون النقل (أي الآيات والأحاديث والآثار) على كل شيء كما قال الإمام الشافعي "إذا صح الحديث فهو مذهبي (أي رأيي)" ، وكانوا يرفضون التعصب لشخص غير رسول الله ، كما قال الإمام مالك :"ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك" وتميزوا بالالتزام بالنص والاستدلال بالـقرآن وبـالسنة وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. تعد المدينة المنورة من أهم المراكز العلمية في بداية الدولة الجديدة ، فهي عاصمة الدولة ، وبها أهم رجالاتها ، وشهدت أهم أحداث التاريخ ، ومقصد الإسلام ، و مركز القرار . و قد فاقت مدن الحجاز الأخرى مثل : مكة ، و أصبحت أغزر علما ، و أبعد شهرة ، و مركز علماء ذلك العصر ، خاصة في التفسير و الحديث و الفقه و التاريخ . و ارتبطت المدينة بأشهر الصحابة و التابعين الذين تمكنوا من تكوين مدرسة علمية خاصة في الفقه و التي استندت إلى رواية الحديث إلى جانب القرآن الكريم ، عرفت بالمدرسة الفقهيه الأولى . وعملوا على ربط الحياة و جوانبها وفق قواعد و مبادىء القرآن الكريم و السنة و لذلك عرفت بمدرسة الحديث.
[عدل] في التفسير
يطلق اسم مدرسة الحديث على المنهج الذي يتبعه بعض المفسرين والشارحين للقرآن ، والذي يقوم على البحث عن توضيح لمعاني الآيات في أحاديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-.